حياه الناس تقتير و حرص لعمـر الحــق إن العيش نغص
فهذا متخم شرها وهذا خميص البطن يهـرب منه قــرص
بشرب الخمر يهنأ ذو يسـار وبالماء الفقـير غدا يغــص
خلاصة عيشنا أكل و شرب وللجوعان و الشبعان مغـص
ورزق الوحش و الأطيار يأتي بلا كد ورزق المـرء قنـص
فلا كان الوجود لمثل هذا وللأعـراض و الآداب رخـص
فهل للخلق عدل أو كمــال وفي تكوينه ظلـم و نقص
وفي الوكر الرفيع يبيت نسر وفي النفق الوضيع يغيب درص
وما هذا الوجود سوى التباس وهذا اللبس لا يجلوه محـص
يهــارش بعضنا بعضا لشيئ حقـير و القبــور بنا ترص
وعند المهــد تعزية ودمــع وفوق اللحد تهنئه و رقـص
فقل ما أحقر الأنسان خَلقاً وخُلقاً والورى كلب وحــرص
ولولا الضعف لم يظفر قــوي يغذيه مــن الضعفاء مـص
فأول ما يكون السيــل قطر و اول ما تكــون النار بص
وقدر المرء عند ضياع مال كقيمه خــاتم إن ضــاع فص
وما الحرمان إلا من حفاظ على شرف و أغـنى الناس لــص
فكم كلب ينام على الحشـايا وكــم أسد له ربـط و قفص
فهذا الكــون ظــاهره صلاح وبـاطنه فســاد لا يقص
فأشبــه دميه ظهرت رخــاما لمن يرنو إليها وهي جــص
فلا يخدعك لـين أو جمــال فإن اللطف و التجمــل شِص
أحاول عزلة لأعيش وحدي وكيف العيش و الدنيا مقــص